الصيام المتقطّع.. ماهو وماهي فوائده؟

عديدة هي الحميات والأنظمة الغذائية التي تهدف لفقدان الوزن ومكافحة السمنة، يعتمد بعضها على تقليل الشهية فيما يرتكز البعض الآخر على تقييد السعرات الحرارية أو الدهون والكربوهيدرات.

ويعد اختيار الحمية المناسبة مهم جدا، فبعض الأنظمة الغذائية التي يتم اتباعها في الحمية تناسب أشخاصا دون آخرين، وقد لا تعطي النتائج ذاتها، لذا وجب زيارة أخصائي التغذية لتقديم النصائح اللازمة.

ومن بين أفضل وأنجع الحميات، بشهادة أخصائي التغذية ومراكز مكافحة السمنة في العالم، حمية ''الصيام المتقطّع'' على أن  يتم اتباعها بالطريقة المثلى للحصول على نتائج إيجابية، باعتماد الضوابط السليمة، وفق ما أكّده المدير الطبي لمركز تونس لجراحة السمنة والسكري بتونس، مراد عدالة، الطبيب المختصّ في جراحة الجهاز الهضمي.

فما هو الصوم المتقطّع؟

''الصيام المتقطع".. هو نظام غذائي يعتمد على توقيت تناول الطعام والصوم عددا معينا من الساعات كل يوم، تتعدّد طرقه لكنها تعتمد جميعها على اختيار أوقات منتظمة لتناول الطعام والصوم.

ما يميّز الصيام المتقطع عن بقية الحميات هو أنّه نمط لا يحدد أنواع طعام معينة يجب تناولها دونًا عن غيرها، أي يمكنك تناول كل ما ترغب فيه خلال فترات تناول الطعام لكن باعتدال، كما يمكن تناول بعض المشروبات الخالية من السعرات الحرارية خلال فترات الصيام، مثل القهوة السوداء والشاي. وعادًة ما يتم عن طريق 16 ساعة من الصيام يوميًا أو 24 ساعة من الصيام مرتين في الأسبوع.

وعندما نقول أنه يمكنك تناول كل ما ترغب فيه هنا نتحدث عن الأطعمة التي يتم إعدادها في المنزل، لا الأطعمة الجاهزة الغنية بالدهون  والأطعمة المصنعة والتي تُعد ممنوعة.

ماهي فوائد الصيام المتقطع؟

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة كينغز كوليدج لندن، إلى أن تناول الطعام على مدار 10 ساعات فقط، والامتناع عنه لمدة 14 ساعة، يرتبط بزيادة مستويات الطاقة وتحسن المزاج وانخفاض مستويات الجوع.

وتعد هذه الدراسة الأشهر من نوعها في نمط الصيام المتقطّع في أنقلترا ، وعرضت في مؤتمر التغذية الأوروبي في شهر نوفمبر من سنة 2023.

لا يخفى على أحد أنّ للصوم فوائد متعدّدة، لا تقتصر على فقدان الوزن وحسب، بل هي منافع تشمل تنظيم أداء الهرمونات، تحسين حساسية الإنسولين في الدم، رفع مستويات عملية الالتهام الذاتي، تعزيز قوة الجهاز المناعي، إراحة الأعضاء الداخلية، تعزيز نسب هرمون النمو، وتخفيف منسوب هرمون التوتر، أما إذا اقترن الصوم المتقطع بالرياضة فسينتج عن ذلك تعزيز الصحة العامة للفرد، وبالتالي وبشكل تلقائي سيتخلص الجسم من السموم ومن الدهون الزائدة.

خسارة الوزن: يساعد هذا النوع من الحمية على خسارة الوزن، وخاصًة منطقة البطن، دون الحاجة للحد من أنواع أطعمة معينة.

تقليل الالتهابات: بعض الدراسات أثبتت أنّ الصيام المتقطع يساعد على تخفيض معدل الالتهاب في الجسم، مما يؤدي للوقاية من بعض الأمراض المزمنة.

الحد من مقاومة الإنسولين: من شأن الصيام المتقطع أن يحد من مقاومة الإنسولين عن طريق تقليل نسبة السكر في الدم.

صحة المخ: يزيد الصوم من إفراز الهرمون الذي يحفز نمو خلايا عصبية جديدة والتي تحمي المخ من مرض الزهايمر.

صحة القلب: يقلل الصوم من الكوليسترول السيء والدهون الثلاثية وعلامات الالتهاب ويحد من نسبة السكر في الدم ومقاومة الإنسولين كما ذكرنا سابقا، وتقليل هذه العوامل يحد من نسبة تعرضك لأمراض القلب.

كيف تتّبع حمية الصيام المتقطع؟

قبل كل شيء وقبل الانطلاق في حمية الصيام المتقطع، من المهم مراجعة طبيب مختص في التغذية، والذي سيمكّنك من اختيار نهج يومي لتناول الطعام على مدة واحدة من 6 إلى 8 ساعات كل يوم. فعلى سبيل المثال، قد تختار تجربة ''الصيام 16/8'' التي تعني الأكل مدة 8 ساعات والصيام مدة 16 ساعة.

كريستي وليامز اختصاصية التغذية بجامعة جونز هوبكنز، تقول إن معظم الناس يجدون أنه من السهل التزام هذا النمط على المدى البعيد.

وهناك طريقة أخرى تعرف باسم تجربة ''لصيام 5/ 2'' والتي تتضمن تناول الطعام بانتظام 5 أيام في الأسبوع، وفي اليومين الآخرين تحدد نفسك بوجبة واحدة 500-600 سعرة حرارية، فعلى سبيل المثال، قد تختار تناول الطعام بصورة طبيعية في كل يوم من أيام الأسبوع باستثناء يومين، تكون فيهم الوجبة الواحدة.

وتظهر الأبحاث أن الأمر قد يستغرق من أسبوعين إلى 4 أسابيع قبل أن يعتاد الجسم على الصوم المتقطع، وقد تشعر بالجوع في البداية، قبل التعود على الروتين الجديد.

هؤلاء ممنعون من اتباع حمية الصيام المتقطع..

الأطفال والمراهقون الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، من المستحسن عدم اتباع حمية الصيام المتقطع لفقدان الوزن والحوامل ومرضعات أيضا، كما هو الحال  لمرضى السكري أو من يعانون مشاكل السكر في الدم. 

*أميرة عكرمي